الاقتصادي السوداني هو موقع يُعنى بالبحث في قضايا الاقتصاد السياسي بشكلٍ عام ، و علي صعيدٍ خاص بقضايا الاقتصاد السياسي السوداني فى مرحلة تحولات عالمية كبرى، تميزها‘ على المستوى الإقتصادى، ثورةالمعلومات و ظاهرة العولمة، حيث أصبحت المعلومة من أهم عناصر إنتاج القيمة المضافة، وكذلك التحول نحو إقتصاد المعرفة الذي يكاد ان ينتظم كل بقعة في العالم، متخطياً ، و بطريقةٍ لا سابق لها جل التعريفات الكلاسيكية لمفاهيم التمييز بين العالم المتطور و العالم المتخلف، حيث لم تصبح الهجرة الي حيث توجد فرص العمل هي السمة السائدة، و إنما الذي اضحى معلوماً ان يهاجر راس المال الي حيث توجد العمالة الرخيصة. و هو ما اصبح يعرف في البلدان الراسمالية بـ “تصدير فرص العمل الي الخارج” “The Outsourcing Of Local Job Opportunities”، و قد اصبحت هذه واحدة من القضايا الاجتماعية و السياسية الضاغطة في بلدان راسمالية كبيرة مثل الولايات المتحدة الامريكية.
عن الاقتصادي السوداني
أما علي نطاق البلدان النامية ، فيشهد عصر التحولات الكبرى هذا، تحولاتٍ راسمالية شائهة تحت شعار التحرير و الانفتاح الاقتصادي، ادى بالنتيجة الي بروز راسمالية تتخذ من جهاز الدولة اهم وسائلها للنمو الطفيلي ، حيث يقتصر نشاطها علي المعاملات المالية غير المشروعة ، و اوجهٍ طفيلية اخرى لا علاقة لها بالعملية الانتاجية اصلاً و لا بالتنمية المستدامة، و تلك قضية، اي التنمية و اقتصادياتها، مهمة يهدف موقعنا بالاساس الي التركيز عليها.
و ايضاً في عصر التحولات الكبرى هذا، يشهد الاقتصاد السوداني تحولات عميقة من ابرز نتائجها التصفية الاجمالية لمؤسسات القطاع العام ، و تحت شعار الخصخصة لصالح الراسمالية الطفيلية المحلية ، و الاقليمية و بل العالمية. و كذلك من ابرز مظاهرها ليس الابقاء علي القطاع التقليدي ، حيث الغالبية العظمى من السكان ، خارج دائرة الاهتمام، و انما المساهمة في تدهور اوضاعه و إزديادها سوءاً نتيجة الصراعات الدموية و الحروبات المهلكة التي تقف السلطة المركزية طرفاً اساسياً فيها.
يعمل الموقع علي زيادة الوعى والمعرفة بالاقتصاد السياسي ، و ذلك عن طريق نشر البحوث و الدراسات الجادة في هذا المجال. فهو ليس بموقعٍ اكاديميٍ ، بالمعنى الدقيق للكلمة، إلا انه يلتزم الصرامة و الرصانة معياراً . كما أنه ليس بموقعٍ للهرج السياسيٍ كذلك، ولكنه معنيٌ بنشر الوعي القائم علي الربط الموضوعي و العلاقة المتبادلة بين الحقائق المعرفية و النشاط الإنساني.
هذا الموقع املته ضرورةٌ ملحةٌ تتمثل في السعي الدؤوب لاجل فتح آفاق واسعة أمام الناس للحصول علي المعرفة المتعلقة بقضايا الإقتصاد . فمحدودية معرفة الناس بتلك القضايا لم تكن بسبب قلة ما هو مكتوب و مؤلف ، و منتج ، و إنما لأن ذلك المكتوب و المؤلف و المنتج ظلّ ، و لحدٍ كبيرٍ، بعيداً عن اعين الناس ، و ايديهم.
إن حصول الناس علي المعرفة بالاضافة الي كونه حق انساني، فانه امرٌ ضروري الانجاز ، و تلك مهمة نبيلة سيعمل الموقع علي جعلها أكثر سهولة من ذى قبل بالنسبة للقارئ السودانى، و لكل قارئ.
لن يكن موقع الإقتصادي السوداني قِصراً علي مدرسةٍ فكرية اقتصاديةٍ واحدةٍ. و كما أن الحقيقة ليست حكراً لفكر بعينه او مرهونة بسياقاته، سيعمل الموقع علي نشر المعارف الجادة، متعددة المشارب ، في حقل الإقتصاد السياسي. و بالقطع، تلك ضرورة يؤكد عليها الموقع ، و القائمون على أمره.
يسعى الموقع إلي التعامل ، و بشكلٍ خاصٍ، مع الإقتصاديين السودانيين، و تشجيعهم علي نشر كتاباتهم ، و إسهاماتهم من خلاله. و سيكون ملتقاً لهم لتبادل الآراء ، و الافكار و المعارف، علي قاعدةٍ قوامها إحترام الرأي الآخر، و تلك سمة إنسانية رفيعة تسعى البشرية ، بدأبٍ ، لأجل التواضع عليها.
يمثل موقع الإقتصادي السوداني إضافة مطلوبة لجملة المواقع السودانية الاسفيرية الاخرى عامةً ، و خاصة ذات التوجه التنويرى في حقول المعرفة المختلفة، و التي سيسعى الي التعامل معها لاجل النهوض معاً ، و لاجل زيادة وتيرة الإسهام المعرفي، علي وجه العموم، و كذلك لاجل الإرتقاء بالمهام المشتركة في رفع درجة الوعى بين أبناء وبنات الشعب السودانى، على وجه الخصوص.
و في الختام، لابد من تأكيد ان هذا الموقع هو موقع مستقل لا يتلقى العون من اي جهة، و انما يقوم و يعتمد علي التمويل الذاتي ،كما و ان سياسة إدارته تعتمد علي آراء و مقترحات مستشاريه و قرائه و المساهمين فيه بكتاباتهم.