الصـمغ العـربي :
ملك الأصـماغ هو (أرنب كوع) السـودان
Gum Arabic: The King of Gums
دكتور إدريس موسى آدم
▪ تأتي أهمية الصمغ العربي من أنه قد صنف بواسطة منظمتي الأغذية والزراعة (FAO) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) كمادة آمنة (E414) للإستخدام في الأغذية والأدوية ، هذا الموقف (المنظماتي) الحديث قد ذكره العالم و الخبير الوطنى الحاج مكي عووضة قبل نصف قرن من الزمان (1974)، حيث قال:
- (لا تأتي أهمية الصمغ العربي لكونه فقط كداعم للأمن الغذائي للمزارع بل لأنه يستخدم بدءاً من الصناعات الغذائية والدوائية والتجميلية إلي التفاعل الذري) .
- ضع خط تحت التفاعل الذري
(Atomic Reaction)،
و لماذا تم إسـتثناءه من العقوبات الأمريكية الإقتصادية التي فرضت على السودان في الفترة السابقة.
▪ يدخل الصمغ العربي في ما لا يقل عن 70 إستخدام إن لم يزد ، وحديثاً تم أكتشاف أهميته في توفير البريبايوتك الطبيعي لبكتريا المناعة البروبايوتك المهمة جداً والمعلوم أن الصمغ العربي هو الغذاء الوحيد الذي لا يهضم فى الأمعاء الدقيقة (الإثنا عشر) بل يهضم فى الأمعاء الغليظة (القولون) بواسطة بكتريا المناعة وبالتالي لا يخرج الصمغ المهضوم من الجسم وهي الميزة التي جعلت من أن يوصفه أستاذنا د. عصام صديق بأنه طعام أهل الجنة حيث ذكر بأنه (المن) المذكور في القرآن بل وصفه بأنه لا يختلف عن حليب الأم ، وما يؤكد هذا القول هو أن الصمغ العربي هو الغذاء الوحيد الذي ذكر فى الكتب السماوية الثلاث التوراة ، الإنجيل والقرآن ، لذلك عرف اليهود (الإسرائليين) الصمغ العربي قبل العرب . وحديثاً هذا العام 2025م شارك كاتب المقال مع دكتور أحمد آدم حسن (قسم الهندسة الكيميائية جامعة بهانق السلطان عبدالله ماليزيا)
(Senior researcher at the Faculty of Chemical and Process Engineering Technology, University of Malaysia Pahang (UMP),)
و بعض العلماء من دول أخرى فى نشر كتاب (الصمغ العربي وسرطان الثدي – الكتاب أكثر من ٤٠٠صفحة) ، لإستخدام الصمغ العربي في علاج سرطان الثدي وقد حقق الإكتشاف نجاحات عظيمة يمكن أن تعمل على قلب الموازين .
▪ تصنف الأصماغ إلى ثلاثة أنواع رئيسية:-
▪ أولاً :
الأصماغ الطبيعية
(Natural Gums)
وهي المستخرجة من النباتات ، خاصة من الأشجار.
1 – الصمغ العربي
(Gum arabic)
المصدر: أشجار
Senegalia senegal
و قديما كانت تسمى
(Acacia senegal)
لم تعد هنالك Acacia في أفريقيا for long إذ أن جميع الشوكيات الأفريقية أصبحت ذات أسماء مختلفة ، أصبح إسم الجنس Acacia فقط فى أستراليا .
وهذه التسمية قد ساهمت في فصل الطلح
(Vachellia seyal)
من الهشاب
(Senegalia senegal)
والكاكموت أم سنينة أصبحت تسمي
(Senegalia polyacantha)
بعد مراجعة تصنيفية موسعة أصبح بحمد الله الطلح (ذا الاشواك المستقيمة) مختلفاً عن الهشاب و الكاكموت (ذوي الأشواك المعكوفة) ، مما يسهل من عملية التعريف ، وقد تم ذلك في مؤتمر التصنيف النباتي الدولي
(International Botanical Congress)
عام 2005 في أستراليا .
- ليس هذا التصنيف أو التقسيم الحديث لشجرة الهشاب هو ما يميز الصمغ العربي بل أن خصائصه النادرة والمتنوعة هي التي تميزه وتجعله ملك الاصماغ ،كيف؟
كونه قابل للذوبان وغير سام ومُقْوِي ومثبت تركيز السوائل Stabilser وعامل تمازج Emulator , يستخدم في الأغذية والمشروبات .
الصمغ العربي كبريبايوتك
(Prebiotic)
ﺗﺘﻐﺬى ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﺘﻴﺮﻳﺎ اﻟﺒﺮوبايوﺗﻚ
(Probiotic)
اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺧﺮاج اﻟﻔﻀـلات والدهون وﺗﻘﻮﻳﺔ ﺟﻬﺎز اﻟﻤﻨﺎﻋﺔ وﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ اﻟﻀﺎرة ، وﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻘﻮﻟﻮن واﻟﺰاﺋﺪة اﻟﺪودﻳﺔ .
- ﻟﻪ إﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ﻋﺪﻳﺪة تقليدية كمضاف غذائي
Stabiliser & Emulator
- وله كذلك فوائد طبية فى مقوامة وعلاج العديد من الأمراض مثل السكر و إرتفاع ضغط الدم و أمراض الكلى والمسالك البولية وبعض مشاكل الجهاز الهضمى و الفحولة .
وهو مادة قابلة للذوبان في الماء ، عديم اللون والطعم ، غني بالسكريات . مستحلب ، مغلظ ، لاصق لزج مثبت ، رابط ، مغلف ، لذلك يدخل في العديد من الصناعات .
2 – صمغ الطلح
(Gum Talha)
المصدر: شجرة
Vachellia seyal.
تمتاز بصمغ أقل جودة من الصمغ العربي (الهشاب و الكاموت) ، لكنه كان يُستخدم في الصناعات غير الغذائية مثل الدهانات والغراء ومواد التجميل ، لكنه تم إعتماده أخيراً كمضاف للأغذية والمشروبات مثله مثل صمغ الهشاب .
3 – صمغ الكرايا
(Karaya Gum)
المصدر: شجرة
Sterculia uren.
4 – صمغ الغوار
(Guar Gum)
المصدر: من بذور نبات الغوار
Cyamopsis tetragonoloba.
-5 صمغ الزانثان
(Xanthan Gum)
▪ ثانياً :
الأصماغ الصناعية
(Synthetic Gums)
▪ ثالثاً :
الأصماغ الحيوانية
(Animal Gums)
▪ ملحوظة :
كلمة “صـمغ” قد تُطلق أيضاً على بعض الراتنجات (Resins) مثل:
لبان الذكر
(Frankincense)
المرّ
(Myrrh)
وهذه تختلف كيميائياً لكنها تُستخدم في العطور ، الطب التقليدي ، والطقوس الدينية .
- بالرغم من هذه الاهمية الفريدة للصمغ العربي التي تجعله مكوِّناً أساسياً يساهم فى تحقيق أهداف النهضة الإقتصادية .
وبالرغم من ان السودان كان ينتج ما نسبته 80٪ من إجمالي إنتاج الصمغ العربي في العالم كماً ونوعاً ، ويعتبر ثروة مهمـة وشـبه حصـرية ، إلا أن البلاد لا زالت غير قادرة على إعتباره مورداً ذا مردود إقتصادي ، إذ لا يشكل، سوى 3٪ من حجم الصادرات ، ولا تتعدى نسبة الإستغلال للإنتاج 15٪ من إمكانيات البلاد من الغابات ، وهذه تُمثل حوالى 90 ألف طن سنوياً ، بقيمة 250 مليون دولار . وظل الصمغ السوداني طوال 40 سنة مضت ، محتكراً من شركات عالمية محدودة ، لم تكن تستورده إلا بشكله الخام -وما زالت- ، عبر وسطاء دوليين يمتلكون تكنولوجيا تصنيعه في شكل بودرة رذاذية أو ميكانيكية ، لإستخدامها في الصناعات المختلفة ، في مجالات واسعة التعدد والتنوع ، لاغنى لها عن الصمغ .
- ذكر المزراع و الخبير في إنتاج الصمغ العربي العم/ حمدان كباشي عثمان :
“بأن السلعة الوحيدة التي لا تمول من البنوك المختصة هي سلعة الصمغ العربي” ،
لماذا؟ لأن حيازات الصمغ العربي (الجناين) غير مسجلة ولايمكن تمويلها . قامت العديد من جمعيات الصمغ العربي فى السودان و للأخت د.فاطمة رملي القدح المعلا في إنشاء هذه الجمعيات حتى وصلت تقريباً (4000 جمعية) للصمغ العربي ، وهذه كانت يمكن أن تحدث إختراقاً معنوياً في تجويد الإنتاج و الصادر وزيادة القيمة و بالتالي تحسين الأسعار ، إلا انها لم تحدث فارقا كبيراً في الموقف العام .
- تدهور قطاع الصمغ العربي لهذه الظروف وإنحسر حزامه
(Gum Arabic Belt)
نتيجة لهجرة المنتجين و عزوفهم عن الإنتاج لضعف العائد من العملية الإنتاجية للصمغ وللأخ حمدان كباشي دراسة ميدانية تؤكد ذلك .
- العديد من المنظمات والمشاريع التنموية عملت علي إعادة تعمير الحزام لكن طرق التنفيذ قد لازمها عدم التوفيق لأن هذه المشروعات كانت تهتم بالشجرة أو بالمُنتَج وليس المُنتِج .
- قامت منظمة أصماغ في شمال كردفان بوضع إستراتيجية مختلفة عن الطرق السابقة حيث وضعت المُنْتِج المزارع (طقاق الجنين) هو المحور الأساسي لتنمية القطاع ، ويتوقع لمثل هذه الإستراتيجيات أن تحدث أثراً معنوياً ملموساً فى تنمية القطاع .
ولكن، لابد من تدخل الدولة لحماية هذا المحصول السيادي الهام .
- مجهودات وقف تصدير الخام قال رئيس مجلس الصمغ العربي :
“أنه قد ظل السودان ولسنوات طويلة ، محروماً من الإستفادة من هذه السلعة ، كمورد مهم للإيرادات ، بسبب لوبيات الصمغ المحلية والعالمية التي تفرض أسعارها ومواصفاتها ، وتُصِر على الحصول عليه بشكله الخام بحجة إنهم أكبر المستوردين ، مبيناً أن الخسارة تتجلى في فارق السعر الشاسع ، بين الصمغ الخام والمصنع ، ففي حين يبلغ سعر الطن المصنَّع حوالي 22 ألف دولار ، لا يتجاوز طن الخام الـ 3500 دولار فقط” .
▪ عقدت وزارة الإنتاج والموارد الإقتصادية في شمال كردفان مؤتمرا للصمغ العربي في العام 2021م وقد كان المؤتمر بحضور د.عبد الله حمدوك رئيس الوزراء وقتها فأصدر قراراً يمنع تصدير الصمغ خاماً . ماذا حدث؟
- قامت الشركات المصدرة ببناء مخازن ضخمة فى مدينة الأبيض للشراء من المنتج مباشرة وبالتالي ضاع القرار سداً .
- ضمن الجهود التي بُذلت لتطوير المنتج أعد مجلس الصمغ العربي إستراتيجية محكمة لمدة عشرة سنوات 2020-2023م مضت حتى الأن نصف مدتها ولا شئ يذكر .
- كشفت مصادر تجارية مطلعة عن تصاعد عمليات تهريب الصمغ العربي من السودان إلى دولة الإمارات خلال الفترة الأخيرة ، ودول جوار أخري .
بل قد لاحظنا أن هنالك دول بعينها تعمل على تسويق نفسها كدولة مصدرة للصمغ وهي لا تملك شجرة صمغ واحدة . والمتابع لتجارة الصمغ أيضاً يلاحظ كيف أن دولة فرنسا يأتي ترتيبها في المرتبة الثانية بعد السودان في صادر الصمغ العربي وهي لا تملك شجرة واحدة. • ويلاحظ أيضاً في الشكل البياني لصادر الصمغ إنه كلما قلَّ صادر السودان إرتفع صادر دولة فرنسا وكذلك العكس كلما إرتفع صادر السودان كلما قلَّ صادر دولة فرنسا .
هذه العلاقة الإرتباطية تأكد أن عمليات التهريب والشراء من المنتج بواسطة هذه الشركات الكبرى تعتبر العامل المؤثر
(Coefficient of determination)
علي العلاقة البيانية .
- ذكرت بعض الجهات ، إن كميات كبيرة من الصمغ تُنقل عبر منافذ غير رسمية ، حيث يُعاد تصديره لاحقاً إلى الأسواق العالمية . على رأسها الأسوق الأمريكية ، التي تعد من أكبر المستهلكين للصمغ السوداني المستخدم في صناعات الأدوية ، الأغذية ، ومستحضرات التجميل . ويُعد هذا التحايل التجاري خرقًا للسيادة الإقتصادية السودانية ، ويُفقد البلاد موارد مالية ضخمة كان من الممكن أن تُستخدم في دعم الخزينة العامة ، خاصة في ظل الأزمة الإقتصادية المتفاقمة.
- خبراء إقتصاديون حذروا من أن إستمرار هذا التهريب المنظّم يقوّض فرص السودان في السيطرة على صادراته الحيوية ، مؤكدين ضرورة تفعيل الرقابة على المنافذ و شبكات التهريب العابرة للحدود .
▪ وبالتالي ماهي الحلول الممكنة ؟
كما ذُكر في إستهلالية المقال أن هنالك العديد من العلماء و الخبراء والمختصون قد أدلوا بدلوهم في هذا الشأن لكن كل من ما يليه .
- إذن إذا تم تجميع هذه المبادرات و المقترحات و الآراء في إناء واحد يمكن أن يعيد الأمور لنصابها وأكثر بل يمكن أن تجد الدولة ما يعينها علي تجاوز هذه الظروف الإقتصادية التي فرضتها هذه الحرب المفروضة على البلاد عنوة طمعاً في مواردها الطبيعية ومقدراتها الجغرافية
- كما أن هنالك العديد من المجهودات البحثية (أبحاث الصمغ العربي بهيئة البحوث الزراعية) والتجارية (شعبة مصدري الصمغ العربي وهي الجهة الوحيدة التي دعمت قطاع الصمغ العربي بأكثر من مئة مليون جنيه في العام الماضي في أحلك الظروف) و الحكومية ممثلة في (مجلس تنيسق الصمغ العربي) المؤسسية (جمعيات منتجي الصمغ العربي بواسطة الهيئة القومية للغابات) و الجمعيات التعاونية ، المشاريع الزراعية و المنظمات الوطنية (منظمة أصماغ الوطنية و منظمة الشرق الأدنى الأمركية) .
جميع هذه الأجسام تعمل لكن كل على هواه ليس في محصلة مشتركة واحدة تستطيع إحداث التغيير المنشود .
▪ عليه يمكن أن نقترح الحلول الآتية :-
▪ أولاً :
التنسيق بين الجهات العاملة فى قطاع الصمغ العربي – حكومية ، شعبية ، تجارية … ألخ
▪ ثانياً :
التنسيق علي المستوي الإقليمي والدولي لمنتجي الصمغ العربي وهذا الجسم أصلاً تم إنشاؤه بالفعل ، يُسمي تجمع الدول المنتجة للصمغ العربي والذي يعرف بإسم
(Gum Arabic Producing Countries GAPC)
أو
(Gum Arabic Producing African Countries)
التجمع الاول فيه الدول الإفريقية و الآسيوية ..
والتجمع الثاني للدول الافريقية او دول الحزام ، السودان أكبر دولة منتجة غير موجودة في التجمعين ، تخيل!!!
▪ ثالثاً :
مراجعة وتحديث بعض القوانين من بينها قانون الغابات في السودان ، بالرغم من أن هذا القانون هو من أقوي القوانين السودانية و أعرقها (1932) عدل في (2002) وأكثرها إنضباطاً في التنفيذ ، إلا أنه يُعاني من القدم وبالتالي يحتاج للتحديث بغرض المواكبة ليشمل المستحدثات و إتفاقيات تغير المناخ .
كذلك قانون الأراضي في السودان . لمعالجة قضية الحواكير المستفحلة و التي أقعدت الهيئة القومية للغابات وحدّت من عمليات تسجيل الغابات والإستثمار .
▪ رابعاً :
سيطرة الدولة على المحصول أو السلعة وذلك بعمل
(Finger print)
بصمة لصمغ السودان .
جدير بالذكر أن هذه الفكرة قد أتتني من الأخ د. طلال سيد عبدالحليم ، وهو مدير مركز التقانة الحيوية فى السودان ، فقال لماذا لا تقومون بعمل بصمة لصمغ السودان ، حقيقة كانت فكرة مبدعة . فسعيت أبحث في هذ المجال وجدت أنه بالإمكان عمل هذه البصمة لصمغ السودان مما يساهم فى التعرف عليه فى أي موقع فى العالم ويستطيع السودان تسجيل المنتج خصوصاً أنه وبحمد الله أن رئيس حكومة السودان الحالي هو المدير السابق لهذا المرفق ، عبره يمكن تسهيل العديد من التحديات . هنالك تجارب لدول قامت بتسجيل منتجاتها السيادية .
▪ خامساً :
الإهتمام المباشر بالمنتج وهو محور الإقتصاد كما قال السيد رئيس مجلس الوزاراء ، من حيث التدريب و التأهيل و بناء القدرات الإقتصادية والتثقيف في عمليات التمويل و التسجيل ، والعمل التشاركي وتحسين خدمات المناطق المنتجة للصمغ .
- أذكر أنني قد جلست مع السيد ألأند (Alland) من شركة فرنسية من أكبر المستوردين – عند زيارته للسودان ثم كردفان ثم قرية الحميرة ، فسألته عن علاقته بالصمغ فقال لي أنه قد ورث تجارة الصمغ من أبيه و سوف يورثها لأبنه و بالفعل كان أبنه معه أي ثلاث أجيال ، لكن ماذا قدموا لقرية الحميرة؟
حوض ماء وصهريج معلق علي حمالات وثلاث حنفيات (فقط) ، والعائد ملايين ملايين الدولارات ، وهي أكبر شركة لتصدير الصمغ العربي فى العالم .
▪ سادساً :
مركز بحثي للصمغ العربي في إفريقيا ، والسودان مؤهلاً لعمل هذا المركز البحثي لوجود المقومات ، علي سبيل المثال العديد من الباحثين في البحوث الزراعية و في معهد أبحاث الصمغ العربي بجامعة كردفان ، وتوجد غابة الدموكية وهي أهم المواقع البحثية التى تتبع لهيئة البحوث الزراعية على مستوى العالم ، تعتبر هذه الغابة بما تحتويه من تنوع فى المصادر ونوعية المزروعات وأعمارها ومسافات الزراعة وبما تحتويه من المشاجر الطبيعية أكبر بنك للمصادر الوراثية أو الجينات فى مجال الهشاب للأمهات عالية الإنتاج فى مساحة قدرها 7500 فدان .
الشاهد إن معظم التقانات والمعلومات المتاحة فى مجال الهشاب الآن هى نتاج البحوث والدراسات فى هذه الغابة .
بالتالي فإن مدينة الأبيض تعتبر موقعاً مناسباً لهذا المركز خصوصاً أن هذه الغابة هي الغابة الوحيدة النقية بأشجار الهشاب ، عالمياً تُعتبر بنكاً حقيقياً للجينات ومعملاً حيوياً وحقلاُ واقيعاً للنشاط البحثي فى مجال الصمغ العربي .
▪ سابعاً :
الإعلام والنشر و التوثيق جميعها مكملة لهذا العمل الذي من خلاله سوف يعاد للسودان سيرته الأولي و يعاد للصمغ العربي مجده ويستطيع السودان أن يتقدم بها وينتقل من مصاف الدول الفقيرة إلي الدول الأكثر نموءا بإذن الله .
▪ ملحوظة أخيرة:
لا خوف من ان يخرج الصمغ عن السودان لانه مرتبطاً إرتباطاً طبيعياً بالحزام ثم بالأرض ، كما قال أستاذنا البروفسير محمد المختار بلال :
” أن شجرة الهشاب مرتبطة بأرض السودان وأن المعارف المحلية المتوارثة لن تُباد”
و أنه العالم الوحيد في السودان حتى الآن الذي تحصل علي درجة الأستاذية فى مجال الصمغ العربي .
هذا الحديث يتفق مع نظرية العالم الروسي بيكولاي إيفانويتش فافيلوف عن مراكز النشوء
(Centers of Origins of Plants)
وهي نظرية تقول أن لجميع النباتات و المحاصيل الزراعية مواطن أساسية ومراكز نشأة تنتمي إليها وتنمو وتنتج فيها . لابد من التوضيح إنه يمكن ان تنمو شجرة الهشاب في منطقة القصيم أو أبها بالمملكة العربية السعودية مثلاُ لكن هل تعطي صمغاُ ؟
طلبت العديد من دول الجوار إعداد مقترحات تمكنهم من زراعة الهشاب وإنتاج الصمغ العربي إلا أننا ندخر هذه المعارف لأوطاننا .
حيث قال السيد رئيس الوزراء الحالي في مقدمة كتابه (السودان 2025) “.
▪ المسألة الثامنة:
هِي أهمية تصميم مشروع وطني يُعنَى بوضع إستراتجية تسويقية ، وهي عملية خلق وإنتاج قيمة أو ماركة جديدة للوطن عبر إستخدام
Branding
للسودان أساليب وتقنيات ومعالجات لتحسين صورة السودان السالبة وتصحيح المفاهيم الخاطئة الناجمة عن الحروب والإقتتال والصراعات القبلية والإثنية والفساد وغياب الشفافية وسوء الإدارة
هناك ضرورة قصوى لإعادة الثقة وبناء جسور وإستراتيجيات جديدة لجذب الإستثمارات الأجنبية ، وأن الوطن يمكنه تقديم خدمات وسلع فريدة ومتنوعة للعالم” .
و بالله التوفيق و السداد ..
15/06/2025
(*) باحـث بهيئة البحوث الزراعية،
أخصائي إنتاج الصمغ العربي ..
idrimusa@hotmail.com
واتساب :
+201201698615



آخر التعليقات